رواية الحارس في حقل الشوفان
الحارس في حقل الشوفان
(The Catcher in the Rye)
هي رواية للكاتب الأمريكي "جيروم ديفيد سالينغر" صَدرت عام 1951. كانت الرواية في الاصل موجهة للقراء البالغين، لكنها أصبحت ذات شعبية كبيرة بين القراء المُراهقين بسبب محاورها الرئيسية مثل اليأس والعزلة خلال مرحلة المراهقة. تُرجمت الرواية إلى أغلب لغات العالم،
وبلغت مبيعاتها أكثر من 65 مليون نسخة حول العالم، ويباع حوالي 250,000 نسخة سنويا.
أصبح بطل الرواية هولدن كولفيلد رمزا لتمرد المراهقة. تُعالج الرواية قضايا مُعقدة مثل الهوية والإنتماء والخسارة والعلاقات والعُزلة.
تدور الرواية بشكل أساسي حول المراهق "هولدن كولفيلد"، ذو السبعة عشر عاماً، ينتقد مجتمعه ويرى أن الأفراد جميعاً غارقون في نوع من الزيف والغباء. وتبدأ القصة عند طرده من المدرسة قبل عطلة الميلاد ، بسبب رسوبه في في جميع مواد الفصل الأول، ومنذ البداية يتضح للقاريء التشتت الفكري والعاطفي الذي يعيشه هولدن والصراع الداخلي الذي يهيمن على سلوكه.
كان كل اهتمام "هولدن" يقتصر على نقد سلوك زملائه والسخرية اللاذعة منهم، وعلى مدار الرواية نجده يكرر على الدوام كلمات مثل النفاق والزيف والازدواجية في السلوك. يقرر هولدن مغادرة المدرسة قبل موعد العطلة بيومين بسبب خلافه الحاد مع زميل غرفته "ستار دلاتر"
فقرر هولدن التوجه إلى نيويورك لقضاء بضعة أيام بمفرده قبل موعد عودته إلى أسرته. يتجول في المدينة ويشرب يوميا حتى الثمالة ويلتقي بأنواع مختلفة من البشر، إلا أنه لا يرى فيهم جميعا سوى صورة للنفاق.
وبعد أيام يتصل بصديقة قديمة له ويقضيان النهار بالتريض وما إن يبدآ الحوار لاحقا حتى يتشاجرا ، وبعد مغادرتها يدرك بأنه ما من شيء يجمعهما. ويتضح للقارئ بأن هولدن لا يستطيع طيلة تلك الفترة ولاحقا من التواصل بصورة طبيعية فهو عاجز عن التفوه بأكثر من جملة واحدة أو أكثر.
وأخيرا يقرر هولدن العودة إلى بلدته وزيارة أخته الصغيرة" فويب سرا". وخلال لقائهما يشرح لها بأنه يعتقد بأن دوره في الحياة يتمثل في إنقاذ الأطفال من الوقوع في الهاوية لدى جريهما في حقول الجاودار من دون أن يدركوا وصولهم لحافة الهاوية. ويتجلى المغزى من هذا الوصف إلى جانب بعض التعليقات والمواقف الأخرى بأن هولدن متمسك ببراءة الطفولة ويرفض عالم البالغين الزائف.
يذهب بعد اللقاء إلى منزل أستاذه السابق أنطولوني الذي يكن له الاحترام، وهناك ينجح المدرس في إقناعه بأن أفكاره عظيمة وقيمة إلا أنه بحاجة للعلم ليتمكن من التعبير عنها. وحينما ينام الشاب على الأريكة في غرفة الجلوس يستيقظ بعد ساعة ليفاجأ بأستاذه وهو يداعب وجهه مما يثير فزعه واشمئزازه وبلا تردد يغادر بيت مضيفه ليقضي ليلته كئيبا في المحطة المركزية الكبرى.
وحينما يلتقي أخته في صباح اليوم التالي لوداعها يفاجأ بقدومها وهي تحمل حقيبة ثيابها مصرة على مرافقته والرحيل معه. يغضب هولدن ثم يحاول إرضاءها بالذهاب معها إلى حديقة الحيوان. وحينما يراقبها وهي تمتطي صهوة جواد مسن وتسير قدما، يعتدل مزاجه فجأة ويشعر بالسعادة والحب للكون من حوله ولجميع من رفضهم سابقا.
وفي هذا الجزء من الأحداث، يكون المؤلف قد قدم للقاريء عدة إشارات تدل على أن هولدن يروي أحداث الكتاب من مصحة للأمراض العقلية في كاليفورنيا، ويشرح في النهاية بأنه سيذهب إلى مدرسة أخرى وهو غير متأكد من قدرته على الالتزام مجددا، وتنتهي الرواية بقول هولدن، «لا تقل أي شيء لأي كان. إن فعلت، فستكون النتيجة افتقادك لهؤلاء الذين تحدثت معهم»